لماذا نحب أم كلثوم؟
أم كلثوم صوتها بيجيب أوكتافين/ديوانين، ومنهما الباريتون، بشكل أقرب إلى الكَمال، بل هو الكمال.
أم كلثوم بتتحكم في صوتها بدقة وسلاسة مستحيليتين، وبتزخرف صوتها بشكل أكثر إعجازا من زخرفة التماثيل في روما القديمة.
أم كلثوم متشربة كل كلمة بتغنيها، كل كلمة طالعة منها بتقولها بأفضل طريقة ممكنة في سياقها، مثال: “عشان” في أغنية يا ظالمني، في جملة “عشان تعطف عليا يوم”
أم كلثوم في طَبَقة الحنية، في طبقة الدلال، في طبقة الأسى، وفي طبقة القسوة، بتقول، وإحنا بنسمع بالضبط اللي بتقوله.
أم كلثوم لما بتغني، ضغط الصوت بيكون كله على الرئتين، مكانتش بتغني بتكنيك الحجاب الحاجز، والميكروفون كان على بعد متر منها، ودي قدرة صوتية لا يذكر لها مثيل في العالم.
أم كلثوم غنت حوالي 60 سنة متواصل، من 13 سنة وحتى 73 سنة، مشوار غنائي نادر الحدوث، وكمان كانت بتغني في حفلات قرابة ال
4 ساعات وحدها، بشكل استثنائي تماما.
أم كلثوم ليها 3 مراحل صوتية رئيسة، في العشرينات والثلاثينات، مع القصبجي وزكريا أحمد، الصوت العذب الحاد قليلا، في الطقاطيق والأغاني القصيرة، بمستقبل هائل يظهر في مدها للحروف وإحساسها بالكلمات واللحن، ثم بعدها، مرحلة التمكن والحلاوة، سنباطي ووهابي، نضج تام، من الدقيق وحتى الكريم شانتيه، مقادير دقيقة وطعم لا يصدق، ثم بعدها، مرحلة الزمن الذي بات في الحنجرة.
وأم كلثوم في مراحلها الثلاث، لؤلؤة النبع، وست الكل.
أم كلثوم صوتها حلو، والحلو يتقال له يا حلو
Recent Comments
Mahmoud M. Abdel-ZaherSays
بوثق أول كومنت في الإسكريبت الجديد للراديو